غالباً ما يتم التغاضي عن الصحة النفسية والعقلية عند وضع وتنفيذ السياسات الإنمائية والإنسانية في المنطقة العربية. شهدت المنطقة تاريخاً حافلاً من نقص الوعي بأهمية الصحة العقلية والنفسية في تحقيق رفاه الناس وازدهار المجتمعات. فلطالما تم التعامل مع الإعاقات العقلية والنفسية وكأنها من “المحرمات” (taboo)، ممّا أدّى إلى وصم الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الصعوبات وكذلك استبعادهم من الفضاءات والمساحات العامة، والتعليم الجيد، والنشاط الاقتصادي، وحتى الرعاية الصحية.
مع تطور أنظمة التعليم وبعد أن أصبحت الجهود العالمية أكثر تأثيرا، وكذلك بعد جائحة كوفيد-19 التي صاحبها ارتفاع في نسبة الأمراض العقلية والنفسية، لوحظت مؤخراً تحسينات طفيفة على مستوى الوعي العام بهذه الأمراض وتقبل المرضى والتسامح معهم. ومع ذلك، لم ينعكس هذا التحسن بشكل كافٍ في السياسات العامة التي تضمن الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمرضى المعنيين وحمايتهم.
ففي حين أن الأشخاص الذين يعانون من إعاقات عقلية أو نفسية هم أكثر عرضة للبطالة وفقدان سبل العيش، إلا أنهم لا يحصلون على رعاية صحية لائقة وبأسعار معقولة، ولا يمكنهم الوصول إلى ضمانات الأمان الاجتماعي اللازمة في المنطقة العربية، والتي تعتبر أنظمة الحماية الاجتماعية فيها – في كلّ الأحوال – مجزّأة وغير فعّالة وهشّة. هذا على الرغم من حقيقة أن الأمراض العقلية والنفسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببعضها البعض، ويمكن أن تكون صعوبات شديدة تتسبب في الإعاقة، كما يمكن أن تتقاطع مع العديد من الأشكال الأخرى للهشاشة الاجتماعية، بما في ذلك الإعاقات الجسدية، والتي ترتبط بها أيضاً ارتباطاً وثيقاً. ولا تزال المنطقة متخلفة كثيراً في إدراج هذه الصعوبات وأحياناً الإعاقات في السياسة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية، بل إن المنطقة لم تنجح بعد في تحديد المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالمسألة المطروحة.
تُنَظَّم هذه الندوة الإلكترونية بالشراكة بين مبادرة الإصلاح العربي (ARI) والمنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (AFRPD) ، في إطار برنامج الحماية الاجتماعية التابع لمبادرة الإصلاح العربي وملتقي المنطقة العربية للحماية الاجتماعية الذي تستضيفه وتنسقه المبادرة. الهدف من هذا الوبينار هو إطلاق النقاش العام حول مشكلة رئيسية ولكن نادراً ما يتم تناولها، وتقديم إجابات على الأسئلة التالية:
- ما هو الوضع الراهن للصحة النفسية والعقلية في المنطقة العربية؟ كيف يمكن أن يكون هذا الوضع قد تراجع مع جائحة Covid-19 وغيرها من الأزمات المتداخلة أو المتفاقمة أو المتنافسة في المنطقة؟
- كيف تفشل الأنظمة الصحية وأنظمة الحماية الاجتماعية في المنطقة في تغطية واحتضان الأشخاص الذين يعانون من صعوبات أو إعاقات عقلية ونفسية؟
- ما هي الأسباب السياسية والتابعة للاقتصاد السياسي وراء استبعاد وتهميش الأشخاص الذين يعانون من هذه الصعوبات أو الإعاقات؟
- ما هي الاحتياجات المحددة لهؤلاء الأشخاص؟ من يتدخل لتلبية احتياجاتهم في غياب الجهود الحكوميّة الجادّة، وكيف؟
- ما هي الحلول الممكنة لتحقيق التغطية الصحية والحماية الاجتماعية الشاملة للأشخاص المعنيين؟
لمشاهدة الويبنار (متاح فقط باللغة الانجليزية): اضغط هنا
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.