مثلت جائحة كوفيد 19 (ولازالت تمثل وستمثل)، دون شك، حدثا هاما كشف عديد الحقائق المتعدّدة اذ بيّنت لنا ضعفنا وهشاشتنا سواء كأفراد أو كبلدان، أو حتى كمجتمع دولي.
ومع ذلك، فمن الواضح أن نقاط الضعف في مواجهة هذا الوباء، سواء كانت جسدية أو عضوية أو نفسية أو اجتماعية، مختلفة ومتفاوتة الشدة بين مختلف الأفراد والفئات الاجتماعية والمناطق والبلدان.
والهدف من هذه المساهمة هو تسليط الضوء على الآثار الاجتماعية للوباء من حيث التفاوت والهشاشة تجاه الفقر والبطالة (أو التعرّضيّة للفقر والبطالة) وكذلك استكشاف بعض السيناريوهات المحتملة لفترة ما بعد الوباء.
سنقوم بالطبع بإجراء تشخيص، غير حصري، بناءً على البيانات والتقديرات التي قد تكون في بعض الأحيان تقريبية ولكنها تنبني على أسس متينة ومقبولة وسنسعى لتقديمه بأبسط الطرق وأكثرها وضوحًا ليكون مفهوما للجميع.
وسيتم توضيح العديد من المفاهيم والبيانات الموجهة للرأي العام والتي غالبًا ما يتم تقديمها بطرق غير دقيقة، وأحيانًا خاطئة، وكثيرا ما تكون مشوشة ولا تستند إلى أدلة مثبتة وتؤدي إلى تفسيرات خاطئة أو متحيزة. بالإضافة إلى ذلك سيقع عرض أربعة سيناريوهات افتراضية. سنتطرق في الجزء الأول الى أوجه التفاوت قبل فترة الوباء وأثناءه، ثم وقبل الحديث في الجزء الثالث عن الهشاشة إزاء الفقر (أو التعرّضيّة للفقر)، سنتعرّض في الجزء الثاني إلى مسألة الفقر. أما في الجزء الرابع والأخير فسنتناول مسألة الضعف في مواجهة البطالة.
وبالتالي سيتكون هذا العمل من أربعة أجزاء:
- أوجه التفاوت قبل فترة الوباء وأثناءه
- الفقر
- الهشاشة إزاء الفقر
- الهشاشة إزاء البطالة