بسـبب تداعيـات انتشـار فيـروس» كورونـا المسـتجد «، يواجـه سـوق العمـل الأردني فـي الوقـت الراهـن مجموعة من التحديـات الناجمة عــن اغـلاق غالبيــة الأنشطة الاقتصادية، كمــا هــو حــال الغالبيــة الكبـرى مـن أسـواق العمـل فـي مختلـف أنحـاء العالـم. ويعانـي مـن هـذه التحديـات مئـات الاف العامليـن بأجـر فـي مختلـف القطاعـات الاقتصادية، وبمختلـف أشـكال العمـل التـي يمارسـها العاملـون. فمنهـم مـن يعمـل عنـد آخريـن بشـكل منتظـم، ومنهـم مـن يعمـل بشـكل متقطـع) موسـمي أو مقاولـة أو يومـي (ومنهـم مـن يعمل لحسـابه الخـاص. تفـرض هـذه التحديـات الجديـدة تطويـر وتطبيـق سياسـات وإجراءات تسـهم فـي تقليـل خسـائر مختلـف الأطراف، فالعاملـون بمختلـف أنواعهــم وأشــكال عملهــم بحاجــة الــى اســتمرار دخولهــم للإيفاء بالتزاماتهـم العائليـة الأساسية المختلفـة، ومنشـآت الاعمال علـى اختلاف احجامهــا بحاجــة الــى دعــم قــدرات مؤسســاتهم لتقــوى علـى الصمـود والبقـاء والحفـاظ علـى العامليـن لديهـا. ســيتضمن هــذا التقريــر) الــذي أعــد خــال الأسبوع الأول مــن حظــر التجــوال فــي النصــف الثانــي مــن شــهر آذار 2020) تحليــا مقتضبـا للتحديـات الجديـدة التـي يواجههـا سـوق العمـل بمكوناتـه المختلفــة، جــراء أزمــة فيــروس» كورونــا المســتجد «مــن عامليــن ومنشـآت أعمـال الـى جانـب الحكومـة فـي الوقـت الراهـن، إضافـة الــى التحديــات المتوقعــة فــي المســتقبل القريــب. مــع الأخذ بعيـن الاعتبار أن التحليـل قـام علـى أحـدث بيانـات إحصائيـة متاحـة لنـا. وسـيتضمن كذلـك مقترحـات لسياسـات وإجـراءات للاستجابة لهــا لتقديــر الأضرار. ولعلــه ســيكون مــن الصعوبــة رســم ملامح الأزمة المســتقبلية مــن حيــث الاتساع والعمــق، بســبب ضبابيــة الســيناريوهات والتوقعــات المرتبطــة بســرعة انتشــار فيــروس» كورونــا المســتجد «واتســاعها عالميــا ومحليــا، الا أن الســيناريو الأقرب للواقــع وفــق خبــراء الوبائيــات فــي الأردن يتمثــل فــي أن الأزمة ســوف تمتــد حتــى نهايــة شــهر أيــار القــادم.
للمزيد: اضغط هنا