أطلقت “مبادرة الإصلاح العربي” مشروعها البحثي حول “الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية في حقبة جائحة كوفيد” والذي يهدف إلى تحليل تأثير الجائحة على الفئات الاجتماعية الهشة والمهمشة في المنطقة، في ضوء نظم الحماية الاجتماعية السائدة ومدى مساهمتها في تعزيز أو تقويض العدالة الاجتماعية.
تدير “المبادرة” هذا المشروع بالتعاون مع مجموعة من المراكز البحثية العربية (“مبادرة سياسات الغد”، لبنان؛ و”المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية”، تونس؛ و”مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية”، الأردن؛ و”المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”؛ مصر) والمنصات الإعلامية العربية المستقلة (درج ميديا، ومدى مصر، وإنكفاضة). وذلك بدعم مالي من “مركز بحوث التنمية الدولية” (IDRC)[1]. وفي هذا الإطار، تم تأسيس “الملتقى العربي للحماية الاجتماعية من كوفيد”، وهو ملتقى فكري يتطلع إلى رصد وتوثيق وتحليل استجابات الجهات الفاعلة المختلفة، من حكومات ومنظمات غير حكومية وقطاع خاص ومبادرات غير منظمة، إلخ، لجائحة كورونا وإلى محاولة فهم وَقْع هذه الاستجابات على رُزْمة من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية التي تتمحور حول المساواة والهشاشة والعدالة الجندرية، مع التركيز على نُظُم الحماية الاجتماعية كإحدى أهم القنوات المؤدية للعدالة الاجتماعية، وعلى الدول الأربع المذكورة أعلاه كدراسات حالة وطنية تمثل حقيقة المشهد الإقليمي العربي إلى حدّ بعيد.
وفي هذا السياق، أطلقت المبادرة وشركاؤها السبعة أولى فعاليات ال”ملتقى” من خلال عقد ندوة إلكترونية (ويبينار) تحت عنوان “نشأة وتطوّر مفهوم الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية”. وذلك في 18 شباط/فبراير 2021، الموافق قبل “اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية” بيومين فقط. وهدف هذا الويبينار إلى الرجوع إلى لحظات تكوين مفهوم الحماية الاجتماعية في المنطقة العربية واستعراض تطوّره التاريخي في ظلّ العقود الاجتماعية السائدة والتحولات الناتجة عنها في مختلف دول المنطقة، مثل طبيعة المؤسسات وآليات عملها، وانعكاسات سياسات المؤسسات المالية الدولية محلياً في ظلّ العولمة النيوليبيرالية، إلخ.
وقد ضمّ هذا الويبينار ثلاث متحدثين هم أديب نعمة ورنا جواد ومحمّد جويلي، وتطّرق إلى الاشتباك بين الاقتصاد الكلّي والتاريخ السياسي في رسم ملامح الحماية الاجتماعية في المنطقة، كما إلى أكثر الأشكال السائدة حالياً لأنظمة الحماية وإلى دور المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية في تحديد ذلك، فضلاً عن دور الدولة في تحسين تلك النظم وجعلها أكثر عدالة وشمولية واستدامة. وقد تبنى المتحدثون مقاربات مغايرة ساهمت في إثراء النقاش وفي تقديم تحليل فلسفي يبيّن التغيّر الجذري في توقعات ومتطلبات المجتمعات العربية اليوم، إذ أصبحت – كما وصفها أحد المتحدثون – “مجتمعات فردية يطغى فيها مبدأ الفردنة الذاتية والتمحور حول المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة”. وهذا واقع مُصطَحَب بسياسات مبنية على أسس ريعية ومادية، تتطلّع إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي دون الاكتراث إلى طبيعة هذا النمو وإلى أهمية أن يكون مُرفَق بزيادة في فرص العمل وبتوزيع عادل للثروات، بما يحقق الرفاه والعيش الكريم لكلّ الفئات الاجتماعية على حدٍّ سواء – لا سيما المهمشة منها.
أتى هذا الويبينار ليستهل سلسلة الويبينارات التي ينظمها الملتقى كجزء من مشروعه البحثي، كما وساعد بطرحه للموضوع من منظور مفاهيمي في تأطير المسار اللاحق لهذه السلسة وفي التمهيد لمخرجات المشروع حتى يترقّبُها المتابعون. وقد أنهت مُيسِّرة هذا الويبينار، الإعلامية والصحافية لينا عطالله (من مدى مصر). وقد أصدر الملتقى منذ انطلاقه مجموعة من الأوراق البحثية والرسوم البيانية والمقالات والفيديوات وغيرها من الأوساط المتعددة.
وعليه، تدعوكم “مبادرة الإصلاح العربي” كجزء من “الملتقى العربي للحماية الاجتماعية من كوفيد”، إلى مشاركتها أعمال ومخرجات هذا المشروع البحثي المنشورة على الموقع الرسمي للملتقى كما وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به:
الموقع الرسمي الخاص بالملقى: https://socialprotection.arabregionhub.net/
صفحة الفايسبوك الخاصة بالملتقى: facebook.com/AHSPC19
صفحة تويتر الخاصة بالملتقى: https://twitter.com/ahspc19
صفحة إنستغرام الخاصة بالملتقى: https://www.instagram.com/ahspc19/
موقع يوتيوب الخاص بالملتقى: https://www.youtube.com/channel/UCEhmRSoRfkuas6Jklge8HYA
[1] الآراء الواردة فيما يلي (ومن ضمن ذلك خلال الويبينار) لا تمثل بالضرورة آراء “مركز بحوث التنمية الدولية” أو مجلس إدارته