إنّ فهم أوجه الهشاشة وأوجه عدم المساواة في سياقٍ معقّدٍ يفتقر إلى البيانات وهو أمر ليس سهلا، خلال الجائحة، تجلّت أوجه الضعف بطرقٍ لم تُوثّقها المؤشرات القائمة، ولذلك، بات لازمًا علينا إعادة التفكير في تعريف أوجه الضعف ومقاييسها. 

إن النهج المعتاد لفهم أوجه الضعف لا يُوثَّق الاّ من “ينظر” إليهم الباحثون والناشطون، وصانعو السياسات والجهات الفاعلة الدولية على أنهم مستضعفين، فيشملون بصورة رئيسية الأسر الفقيرة، كما تُعرّفها مقاييس مثل خط الفقر وأولئك المنضوين تحت الفئة المحرومة من الاستقلالية والفرص المتاحة للآخرين، بما في ذلك العمال غير النظاميين، الأشخاص ذوي الإعاقة، الأطفال، الشباب، المسنين، المهاجرين والنساء، لقد زادت الجائحة من حدّة الفقر وغياب النظام مما فاقم أوجه عدم المساواة القائمة بين المستضعفين وسائر المجتمع. 

في حين سلطت الجائحة الضوء على أوجه الضعف التي لم تُلاحظ من قبل، ولّدت الجائحة أيضًا أشكالًا جديدةً من أوجه الضعف، على سبيل المثال، سكان المناطق الحضرية الذين يقطنون في أحياء مكتظة بالسكان حيث نسب التلوث مرتفعة والفيروس أكثر انتشارًا أصبحوا أكثر هشاشة من أقرانهم الريفيين.

وكان الأشخاص الذين يعيشون في بيئات غير صحية كالأحياء الفقيرة والمستوطنات غير الرسمية في وضعٍ أسوأ من غيرهم، في بعض الأحيان، الاستجابات السياساتية للجائحة أدّت إلى تفاوتات التي بدورها ولّدت أوجه ضعف وأوجه عدم مساواة جديدة مثلا خلال الجائحة في مصر كان الدعم الموجّه للنساء يقتصر على العاملات في القطاع العام، مما جعل النساء العاملات في القطاع الخاص أكثر هشاشةً على الرغم من أنهن يُعتبرن عادةً في حالة أفضل. 

في المنطقة العربية، ترتّب عن الاستجابات للجائحة والأزمات المتزامنة سواء أكانت حكومية أو غير حكومية أثرًا مضاعفًا ومتعدّد الأبعاد على: توزيع الثورة، الوصول الى الرعاية الصحية، التعليم وغيرها من الخدمات الأساسية كما والفوارق الإقليمية وعدم المساواة بين الجنسين وغيرها. 

ونتيجةً لذلك، تفاقمت أوجه عدم المساواة القائمة بشكلٍ ملحوظٍ في حين نشأت أوجه عدم مساواة جديدة في منطقة طالتها الجائحة بشدّة بسبب هشاشتها الاقتصادية المزمنة وعدم استقرارها السياسي. 

اقرؤوا المزيد عن أوجه عدم المساواة وأوجه الضعف: 

آثار مكافحة الوباء على حركات التغيير
كتابة نديم حوري، مبادرة الإصلاح العربي 

Rethinking our understanding of vulnerability under the pandemic
كتابة فرح الشامي، مبادرة الإصلاح العربي