يأتي اليوم العالمي للصحة والسامة المهنية لهذا العام في ظل تعرض الالاف من العاملين في الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم لمخاطر الإصابة بفيروس «كورونا المستجد ». ويقف العاملون بالرعاية الصحية في الصفوف الأمامية لحماية المرضى والمجتمع من انتشار هذا الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون انسان، وأصاب ما يقارب سبعة ملايين انسان في مختلف أنحاء العالم.

أما في الأردن فارتفع عدد شهداء العاملين بالصحة في مواجهة كورونا إلى 18 طبيبا منذ بدء الجائحة في آذار الماضي، وحتى كانون الأول.

وتشكل الظروف الاستثنائية التي يواجهها العالم ونواجهها في الأردن في الوقت الراهن فرصة لتطوير نظم الصحة والسامة المهنية، لتعزيز حماية العاملين من الإصابات المهنية، وحمايتهم من تفشي الأمراض المعدية وعلى وجه الخصوص فيروس «كورونا المستجد» اذ لم يتم تطوير أية علاجات طبية للمصابين بهذا الفيروس الخطير، خاصة وأن العديد من منشآت الأعمال بدأت بالانفتاح في أعمالها، الأمر الذي يتطلب تكثيف الرقابة على مؤسسات الأعمال في هذه المرحلة بشكل حثيث.

تعد الصحة والسامة المهنية أحد معايير العمل اللائق، وهي جزء أساسي من الحقوق والمبادئ الأساسية في العمل، وهي إلى جانب ذلك أحد معايير العمل المرضية والعادلة التي نصت عليها الشرعة العالمية لحقوق الإنسان.

وإلى جانب المحافظة على واحد من أهم حقوق الانسان المتمثل في الحق في الحياة والتمتع بأعلى مستوى صحي ممكن، يعد الحفاظ على مستوى متقدم من الصحة والسامة المهنية للعاملين، شرطا من شروط التنمية المستدامة، وشرطا من شروط تعزيز الانتاجية، باعتبار الموارد البشرية ثروة وطنية، من شأن الحفاظ عليها، المحافظة على موارد بشرية ماهرة وكفؤة، وتقليل الوقت المفقود من العملية الإنتاجية، وتخفيض الكلف المباشرة وغير المباشرة لإصابات العمل، وتخفيف العبء على الخدمات العلاجية، مما يدفع باتجاه تعزيز عملية التنمية.

للمزيد: اضغط هنا